فاعلية التعلم النشط في خفض صعوبات تعلم القراءة لدى عينة من تلاميذ المرحلة الابتدائية

فاعلية التعلم النشط في خفض صعوبات تعلم القراءة لدى عينة من تلاميذ المرحلة الابتدائية

مقدمة:

يعد الاهتمام بالأطفال ذوي صعوبات التعلم أمرا مهما، وذلك لما يترتب على وجودهم العديد من المشكلات المدرسية والنفسية والأسرية والسلوكية، كما أن عدم اكتشاف صعوباتهم في التعلم يؤدي إلى التسرب وزيادة نسبة الأمية والتخلف الدراسي، الأمر الذي يؤدي إلى إهدار الطاقات والقدرات التي توجه نحو عملية التعلم.

وتعتبر القراءة فرعا هاما من فروع اللغة العربية حيث تسهم في تحقيق أهداف تدريس اللغة، لما تقوم به من تزويد المتعلمين بالمهارات الأساسية الضرورية للحياة.

وقد وجد أن الأساليب التقليدية في علاج صعوبات التعلم أو التخفيف من حدتها قد أصبحت عاجزة عن التصدي لتحقيق هذا الهدف، ويؤكد على ضرورة تصميم برامج تستند إلى الأساليب الحديثة لاستثارة فاعلية وطاقات المتعلمين، والتي من أهمها استراتيجية التعلم النشط.

ونظراً لافتقار المدارس في المرحلة الابتدائية، للمعلمين المؤهلين تربوياً وعلمياً في التصدي لصعوبات التعلم بصفة عامة، وصعوبات التعلم القرائي بصفة خاصة؛ فقد أقدمت الباحثة الحالية على إجراء هذه الدراسة لسد نواح العجز في هذا المجال، وذلك بتقديم برنامج في التعلم النشط بعد استرشادها بالبحوث والدراسات السابقة في هذا المجال، والتي تعتبر هذا الاتجاه من أحدث الأساليب التي أثبتت كفاءة وفاعلية كبيرة في التصدي لصعوبات التعلم في القراءة.

مشكلة الدراسة:

تبرز مشكلة الدراسة في محاولة للتحقق من فاعلية برنامج التعلم النشط لتخفيف صعوبات التعلم في القراءة لدى تلاميذ المدارس الابتدائية. ومن هذا المنطلق يمكن تحديد مشكلة الدراسة الحالية في التساؤلات التالية:

  1. هل توجد فروق بين متوسطات رتب درجات أطفال المجموعة التجريبية على مقياس صعوبات التعلم في القراءة ككل بعد تقديم البرنامج؟
  2. هل توجد فروق بين متوسطات رتب درجات أطفال المجموعة الضابطة على مقياس صعوبات التعلم في القراءة ككل بعد تقديم البرنامج؟
  3. هل توجد فروق بين متوسطات رتب درجات أطفال المجموعة التجريبية، والمجموعة الضابطة على مقياس صعوبات التعلم في القراءة ككل بعد تقديم البرنامج؟
  4. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياسين البعدي/ التتبعي علي مقياس صعوبات التعلم في القراءة ككل؟

طالع ايضا  :

الاحتياجات التدريبية لمعلمي الرياضيات بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية pdf

أهداف الدراسة:

تتحدد أهداف الدراسة الحالية فيما يلي:

  1. محاولة الكشف عن أهم مجالات صعوبات التعلم في القراءة لدى تلاميذ المدرسة الابتدائية.
  2. إعداد وتطبيق برنامج التعلم النشط في خفض صعوبات التعلم في القراءة لدى تلاميذ المدرسة الابتدائية.
  3. التحقق من فاعلية هذا البرنامج وما يتضمنه من أنشطة وفنيات، وذلك في خفض صعوبات التعلم في القراءة لدى تلاميذ المدرسة الابتدائية.

أهمية الدراسة:

تتحدد الأهمية من خلال جانبين أساسيين هما:

  • الأهمية النظرية: تهتم هذه الدراسة بموضوع له أهمية من الوجهة النظرية حيث أنها تلقي الضوء على صعوبات التعلم في القراءة لطفل المدرسة الابتدائية، فعلى الرغم من تنوع حركة البحث العلمي والتجريبي في مجال صعوبات التعلم في المجتمعات الغربية، إلا أن البحوث والدراسات في المجتمعات العربية نادرة في تناولها لبرامج التعلم النشط لتخفيض صعوبات التعلم في القراءة لدى تلاميذ المدارس الابتدائية، كما أن هذه الدراسة قد تسهم في زيادة رصيد المعلومات والحقائق المتوفرة عن صعوبات التعلم في القراءة.
  • الأهمية التطبيقية: تنبع أهمية هذه الدراسة تطبيقيا من أهمية الأسلوب المستخدم وهو: “فاعلية التعلم النشط في خفض صعوبات تعلم القراءة لدى عينة من تلاميذ المرحلة الابتدائية”، والذي كشفت فيه الدراسات السابقة على أهمية هذا النوع من التعلم، وأنه ذو فاعلية وجدوى في خفض بعض صعوبات التعلم، وبالتالي يؤثر بالإيجاب على التقدم الأكاديمي للطفل، كذلك تعد هذه الدراسة من الدراسات العربية النادرة في هذا المجال- بحسب علم الباحثة- كما أن هذه الدراسة قد تفتح المجال لدراسات أخرى تحاول الاستفادة من برامج التعلم النشط في البيئة العربية بصفة عامة، والمجتمع المصري بصفة خاصة، كما قد تفيد المعلمين والأخصائيين النفسيين العاملين بالعيادات النفسية والباحثين بأهمية التعلم النشط لتخفيض صعوبات التعلم في القراءة وغيرها من الصعوبات الأخرى.

فروض الدراسة:

  1. توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات الأفراد بالمجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لمقياس صعوبات التعلم في القراءة في اتجاه القياس البعدي.
  2. لا توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات الأفراد بالمجموعة الضابطة في القياسين القبلي والبعدي لمقياس صعوبات التعلم في القراءة.
  3. توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب درجات الأفراد بالمجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمقياس صعوبات التعلم في القراءة في اتجاه أفراد المجموعة التجريبية.
  4. لا توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات الأفراد بالمجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي لمقياس صعوبات التعلم في القراءة.

منهج الدراسة:

تتبع الدراسة الحالية المنهج شبه التجريبي، وإجراءات القياسين القبلي والبعدي على المجموعتين التجريبية والضابطة؛ حيث تحاول التحقق من فاعلية التعلم النشط في خفض صعوبات تعلم القراءة لدى عينة من تلاميذ المرحلة الابتدائية، ويمكن تحديد متغيرات الدراسة على النحو التالي:

  • المتغير المستقل: Independent Variable الذي يتمثل في برنامج التعلم النشط، والذي تسعى الدراسة لمعرفة مدى فاعلية تأثيره في خفض بعض صعوبات التعلم في القراءة لدى تلاميذ المدارس الابتدائية.
  • المتغير التابع: Dependent Variable وهي التغيرات في القراءة التي يمكن أن تنجم عن تنفيذ البرنامج لأطفال المجموعة التجريبية ذات المستويات المرتفعة من حيث صعوبات التعلم في القراءة كما تقيسها الأداة المستخدمة لهذا الغرض.
  • المتغيرات الوسيطة: وهي التي تختص بمجانسة العينة وتشمل: الذكاء- العمر الزمني- المستوى الاجتماعي الاقتصادي للأسرة.

عينة الدراسة:

تكونت عينة الدراسة الحالية من (20) تلميذا وتلميذة، من الصف الثالث الابتدائي، من الذين لديهم مستويات مرتفعة من صعوبات التعلم في القراءة، ممن تتراوح أعمارهم الزمنية ما بين (8- 9) سنوات، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين:

  • المجموعة التجريبية: وتتكون من (10) تلاميذ.
  • المجموعة الضابطة: وتتكون من (10) تلاميذ.

هذا؛ وقد تم تقديم البرنامج لأفراد المجموعة التجريبية دون الضابطة.

أدوات الدراسة:

استخدمت الباحثة الأدوات التالية:

  1. اختبار رسم الرجل للذكاء لجود انف هاريس (تقنين محمد فرغلي، 2004).
  2. استمارة المستوى الاجتماعي/ الاقتصادي للأسرة المصرية (إعداد عبد العزيز الشخص، 2006).
  3. مقياس فرز حالات صعوبات التعلم. (ترجمة مصطفى كامل، 1989).
  4. مقياس صعوبات التعلم في القراءة. (إعداد الباحثة).
  5. برنامج التعلم النشط. (إعداد الباحثة)

الأساليب الإحصائية:

استخدمت الباحثة الأساليب التالية:

  1. اختبار مان ويتني.
  2. اختبار ويلككسون.

نتائج الدراسة:

أسفرت النتائج عن فاعلية برنامج التعلم النشط في خفض صعوبات التعلم في القراءة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية من أفراد العينة التجريبية مقارنة بأفراد المجموعة الضابطة.

أيضاً أشارت النتائج إلى استمرار أثر فاعلية البرنامج المستخدم في خفض صعوبات التعلم في القراءة بعد انتهاء فترة المتابعة والتي قدرت بـ (45) يوماً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *