ما الحكم الشرعي للتدخين

خَلقَ الله تعالى الإنسان، وأكرمه بنعم عديدة، ومتّعه بها، ولذلك جاءت شريعة الإسلام السَمحة فيها خير، وصلاح، ورفعة له، ومن الأمور التي اهتم الإسلام بها الحفاظ على نفس الإنسان، وتحليل الطيبات له، وتحريم الخبائث عليه، فحَرِص على الصحة الجسدية، وإبعاد النَّفس عن الأذى، وبالتالي حُرِّم كلّ طريق يمكن أن يُهلكها، ويضر بها، إذ قال الله تعالى لبيان أهميّة المحافظة على النَّفس: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا*وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا)، وفي السطور التالية توضيح لحكم التدخين، وتفصيل لكل ما يتعلّق به.

حكم التدخين

التدخين محرّمٌ وذلك وفق أدلة صحيحة عديدة من كل من القرآن الكريم، والسنة النبوية، ولذلك يجب على كلّ مدخّنٍ ترك التدخين، ثم التوبة، والرجوع إلى الله تعالى بصدقٍ، وفيما يأتي بعض أدلّة التحريم:

  • حرّم الله تعالى الخبائث والتي تشمل الدُخان، وذلك لأنها تتسبب بإلحاق الضرر بجسم الإنسان، فقال الله تعالى لتحليل الطيّبات وتحريم الخبائث: (الَّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذي يَجِدونَهُ مَكتوبًا عِندَهُم فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعروفِ وَيَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم وَالأَغلالَ الَّتي كانَت عَلَيهِم فَالَّذينَ آمَنوا بِهِ وَعَزَّروهُ وَنَصَروهُ وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذي أُنزِلَ مَعَهُ أُولـئِكَ هُمُ المُفلِحونَ).
  • حذّر الله تعالى من التبذير، وتضييع الأموال، والتدخين يتسبب بإضاعةٌ للمال، وإسرافه؛ إذ قال تعالى عن المبذّرين: (إِنَّ المُبَذِّرينَ كانوا إِخوانَ الشَّياطينِ وَكانَ الشَّيطانُ لِرَبِّهِ كَفورًا).
  • حذر النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم من إلحاق الأضرار، والأذى بالنَّفس؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم: (لا ضررَ ولا ضِرارَ).
  • منع الرسول صلّى الله عليه وسلّم إلحاق الأذى بالآخرين، إذ إنَّ التدخين لا يؤذي المدخن فقط، بل تصل أذيته إلى الآخرين من خلال الرائحة الكريهة للدخان، وقال صلى الله عليه سلم: (إنَّ المَلائِكَةَ تَتَأَذَّى ممَّا يَتَأَذَّى منه بَنُو آدَمَ).
  • يقوم المدخّن إحدى كبائر الذنوب إن فكر أن التدخين هو أمر بسيط، وأصرّ عليه، ولم يهتم بكونه محرم في الإسلام، بل كان فَرِحَاً مسروراً بممارسته.

خَلقَ الله -عزّ وجلّ- الخَلْق وأكرمهم بالنِّعم ومتّعهم بها، ولذلك جاءت الشريعة الإسلاميّة السَمحة بما فيه الخيرَ والصلاح والرفعة للناس، ومن الأمور التي حرصت الشريعة عليها: حفظ النَّفس الإنسانية وتحليل الطيبات لها وتحريم الخبائث عليها، فحَرِصت على صحة الجسد وعلى صيانة النَّفس من الأذى فحرّمت كلّ طريق قد يُهلكها ويقضي عليها، قال الله -عزّ وجلّ- في بيان أهميّة الحفاظ على النَّفس وعدم إهلاكها: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا*وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا)، وفي المقال الآتي بيانٌ لحكم التدخين وتفصيل ما يتعلّق به.

طالع ايضا : الرقية الشرعية مكتوبة كاملة pdf

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *