كيف يساهم العلم في تمكين الشركات في الكويت

كيف يساهم العلم في تمكين الشركات في الكويت

لم تكن العلاقة بين الشركات الخاصة ومؤسسات البحث العلمي دائمًا مرنة. فغالبًا ما تتجاهل الشركات أهمية العلم. ليس هذا مفاجئًا عند الأخذ في الاعتبار مدى اختلاف دوافع وطموحات القطاعين. يسعى العلماء وراء الحقيقة بينما النجاح التجاري الهدف الأساسي للشركات.

عندما يتعاون القطاعان، قد تؤدي الاختلافات الثقافية بين أساليب العمل المختلفة (وهو ما يحدث بالفعل أحيانًا) إلى عدم توافق التوقعات وسوء الفهم، وحينها تحدث مشاكل التواصل.

ومع ذلك، يعتمد القطاعان أيضًا على بعضهما البعض. يحتاج القطاع الخاص إلى مساعدة العلم والبحث لتطوير الابتكارات والحلول الجديدة في صناعاته. في المقابل، يعتمد تمويل قطاع البحث والتطوير جزئيًا على القطاع الخاص. في أغلب الأحيان قد يفتح التعاون المشترك المجال لآفاق واعدة.

برنامج تطوير أعمال الشركات

تهدف مؤسسة الكويت  للتقدم العلمي (KFAS) في الكويت  إلى خلق وإدارة روابط أفضل بين القطاع الخاص ومؤسسات البحث الدولية إيمانًا منها بأن زيادة التعاون وتوثيقه يمكن أن يحقق نتائج مذهلة لجميع الأطراف المعنية.

يربط برنامج تطوير الأعمال الشركات الكويتية بالمؤسسات المحلية والدولية في المجال المعرفي بهدف نقل المعرفة والخبرة من الجامعات والمؤسسات الأخرى لتقديم حلول عملية للشركات. 

كيف يدعم البرنامج الشركات

يرحب البرنامج حاليًا بتلقي طلبات الشركات المهتمة بدعم العلماء فيما يلي:

  • إجراء دراسات الجدوى الأولية قبل البدء في منتجات أو مجالات جديدة قبل أي مشروع بحث وتطوير داخلي
  • المساعدة في تطوير المنتج وإجراء تحسينات على عملية تطوير المنتجات الحالية
  • اختبار المنتجات الجديدة
  • إجراء تحسينات محتملة على جودة المنتجات أو الخدمات
  • تحليل الفوائد المحتملة لمواءمة العمليات التجارية أو إدخال عمليات جديدة
  • دعم تبني التقنيات الجديدة

ولكن كيف يمكن للشركات الاستفادة من البحث العلمي والتطوير؟

أي فوائد محتملة يمكن أن يحققها المشروع للشركات؟ كيف يساعد العلم القطاع الخاص؟ تؤمن KFAS أن فوائد البحث العلمي واسعة النطاق وطويلة المدى، إليكم بعض مزاياه:

  • للمساعدة على المنافسة

يعد الاطلاع الدائم على التقنيات الناشئة واتجاهات الصناعة أمرًا ضروريًا للشركات. يمنح التبني المبكر للتقنيات الجديدة الشركات ميزة تنافسية. يمكِّن الوصول المباشر إلى العلماء الذين يقودون تطوير العمليات والتقنيات الجديدة الشركات من الريادة في الصناعة.

  • لتعزيز الإنتاجية وتبسيط العمليات اليومية وخفض التكاليف

للمؤسسات العلمية طرق محددة ومنهجية للعمل. فكل شيء قائم على الأدلة. تُجمع البيانات، ثم يتم إنشاء النماذج واختبارها وتحليلها بدقة. قد يكون هذا مختلفًا تمامًا عن العمليات في الأعمال التجارية التي في الأغلب تكون مرتبطة بالتأثيرات الاقتصادية.

قد يعجبك ايضا : دراسات سابقة عن التعليم المدمج pdf

يوفر العمل مع العلماء ونمط تفكيرهم المختلف رؤى أعمق في كل جوانب الشركة تقريبًا حيث يمكن التوصل إلى الرؤى الهامة في اختبار المنتج، وفي تحليلات العمليات التجارية، والمزيد.

تساعد التحليلات العلمية الشركة في تحديد العيوب والمشاكل أو تحديد النجاحات للبناء عليها. في الواقع، قد يكون تطوير أسلوبًا علميًا أكثر للعمليات التجارية مفيدًا حيث يساعد الشركات على تبسيط عملياتها اليومية، وتحسين الإنتاجية وخفض التكاليف غير الضرورية.

  • لتشجيع الابتكار

تهدف KFAS إلى تسهيل الابتكار من خلال توفير تمويل البحث العلمي المشترك للشركات العاملة في مشاريع مبتكرة مع المؤسسات العلمية من خلال برنامج تطوير الأعمال والمبادرات الأخرى.

من خلال تحسين التواصل بين القطاعين، تزداد احتمالية تحقيق الأهداف الطموحة. ركزت أوراق بحثية مختلفة على أهمية عمل العلماء إلى جانب الشركات، بما في ذلك بحث زوكر وداربي (Zucker and Darby 2000) الذي أظهر أن احتمالية تسجيل براءة اختراع ناجحة تزداد عندما يعمل القطاعان معًا.

بالطبع، يمنح الابتكار الناجح الشركات ميزة تنافسية، وقد تؤدي تجزئة تكاليف البحث إلى تطوير هذه الميزة.

  • للمساعدة في خلق أهداف استراتيجية طويلة المدى

يساعد بلا شك فهم العمليات التجارية الأساسية واتجاهات الصناعة بشكل أفضل، بالإضافة إلى الابتكار التعاوني، الشركات على تطوير أهداف استراتيجية أكثر طموحًا وأكثر قابلية للتحقيق.

دراسة حالة: شركة المعادن والصناعات التحويلية (MRC)

شركة المعادن والصناعات التحويلية احدى الشركات التي تستفيد من برنامج KFAS، وهي شركة كويتية متخصصة في إعادة تدوير النفايات الصلبة.

طلبت شركة المعادن والصناعات التحويلية المساعدة من KFAS في أحد المشروعات لتعزيز تقنياتهم، ساعيةً للبحث بشكل خاص عن حلول فيما يتعلق باستخدام البولي إيثيلين والبولي بروبيلين المعاد تدويرهما. كانت الفرص محدودة في السوق لهذه المواد.

تعاونت شركة المعادن والصناعات التحويلية مع مؤسستين بحثيتين: SET Technology GmbH، والتي تركز على نقل التكنولوجيا، ومعهد فراونهوفر لهندسة المعالجة والتعبئة IVV، وهي مؤسسة رائدة في مجال هندسة المعالجة والتعبئة. يقع مقر كلا المنظمتين في ألمانيا

أهداف المشروع

يسعى المشروع إلى تحقيق ما يلي:

  • اختبار تقنيات جديدة ومتقدمة
  • تحسين الآثار البيئية
  • تقليل استهلاك المواد الخام، وزيادة كفاءة الإنتاج
  • زيادة الربحية

تأثير المشروع

بمجرد إنجاز المشروع، تحققت ثلاثة نتائج رئيسية

  • تحسن مبيعات جميع أصناف المواد البلاستيكية من خلال تحديد الطلبات والأسواق الجديدة لهذه المواد.
  • تم التوصل إلى أن شركة المعادن والصناعات التحويلية تحقق أفضل عائد ممكن في ضوء مواصفات المنتج الحالية.
  • أوصى المشروع بتحديث مصانع البلاستيك وتركيب جهاز شفط المواد المتطايرة أثناء البثق؛ حيث سيؤدي ذلك إلى زيادة الثقة بالمنتجات البلاستيكية المعاد تدويرها نتيجة تحسن الجودة.

حقق المشروع نجاحًا كبيرًا، حيث أوصت شركة المعادن والصناعات التحويلية شركات القطاع الخاص الأخرى بالمشاركة في برنامج دعم الشركات. شجع المشروع شركة المعادن والصناعات التحويلية على: الاستثمار أكثر في البحث والتطوير في مجالات الإنتاج المختلفة مثل وحدة إعادة تدوير المعادن.

كيفية تمكين شركتك من خلال البحث العلمي

يمكن للعلم أن يوفر الابتكار والتكنولوجيا المطوَّرة وأفضل عمليات العمل مباشرةً في شركتك. ولكن للقيام بذلك، يجب أن يكون هناك اتصال جيد بين الأطراف وأهداف واضحة ومحددة. قد يكون العمل مع منظمة محايدة تساعد في إدارة المشروع خطوة مفيدة. إذا كنت مهتمًا باستغلال إمكانات البحث العلمي لإجراء تغيير في شركتك الكويتية، فما زالت KFAS ترحب بتلقي الطلبات في برنامجها.

طالع ايضا: التفكير الناقد وتفعيله المدرسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *